أثبت العداء اليوناني بلوتارخوس بورلياكاس (88 عاما) أن العمر مجرد رقم في ماراثون أثينا
2025-09-23 05:41:59
في مشهد ملهم يجسد قوة الإرادة البشرية، تمكن العداء اليوناني المخضرم بلوتارخوس بورلياكاس (88 عاماً) من تجاوز حدود العمر وإكمال ماراثون أثينا للمرة الثانية عشرة، ليؤكد للعالم أن الإصرار والعزيمة هما مفتاح التغلب على أي عقبات قد تعترض طريق النجاح.
أنهى بورلياكاس النسخة الحادية والأربعين من ماراثون أثينا الذي ينظم سنوياً على المسار التاريخي ذاته الذي سلكه الرسول الأثيني فيديبيديس قبل 2500 عام، حاملاً أخبار النصر من ساحة معركة ماراثون. هذا المسار الذي تم الاعتراف به كمسار أصلي للماراثون، واستخدم في دورة الألعاب الأولمبية عام 2004 التي استضافتها العاصمة اليونانية.
بعد عبوره خط النهاية في ملعب باناثينايك التاريخي، حيث كان في استقباله أفراد عائلته وأحفاده الذين احتضنوه وهنؤوه على إنجازه، قال بورلياكاس: “وصلت إلى النهاية وتحسنت عن العام الماضي”. فقد أنهى السباق الذي يبلغ طوله 42.195 كيلومتراً في زمن قدره 6 ساعات و31 دقيقة، محسناً زمنه عن العام الماضي بـ 18 دقيقة كاملة.
وعبر العداء الثمانيني عن مشاعره بعد الإنجاز قائلاً: “أشعر أنني أصغر من 88 عاماً”، مؤكداً أن العمر ليس سوى رقم في شهادة الميلاد، وأن الطاقة الحقيقية تنبع من الرغبة الداخلية والإرادة القوية.
يذكر أن هذه المرة الثانية عشرة التي يكمل فيها بورلياكاس هذا السباق التاريخي الذي يمتد من مقبرة ماراثون حتى ملعب باناثينايك، مما يجعله أحد أبرز المشاركين في هذا الحدث الرياضي التاريخي.
وأشار بورلياكاس إلى أن الكثيرين يعبرون عن دهشتهم وعدم تصديقهم لعمره عندما يرونه يشارك في السباق، قائلاً: “لماذا لا تصدقون ذلك؟ كلنا قادرون (على أي شيء) ما دمنا نريد ذلك”.
وراء هذا الإنجاز الكبير يقع نظام تدريبي صارم يتبعه العداء الثمانيني، حيث يركض يومياً مسافة تتراوح بين 4 إلى 5 كيلومترات، ويصل إلى 20 كيلومتراً في عطلات نهاية الأسبوع. كما يلتزم بورلياكاس بأسلوب حياة صحي، قائلاً: “لم أدخن أبداً ولا أشرب ولا أسهر حتى وقت متأخر من الليل. أتناول الطعام بشكل متوازن، كل شيء ولكن باعتدال”.
قصة بورلياكاس تثبت أن الإنسان قادر على تجاوز كل التوقعات والتحديات عندما يكون لديه الإرادة والعزيمة، وأن السن مجرد رقم لا يعكس حقيقة الطاقة الكامنة داخل كل إنسان. إنها رسالة أمل وإلهام لكل من يعتقد أن التقدم في العمر يعني نهاية الأحلام والطموحات.
